ركبت قارب أحزاني.. مبحراً به في بحر الهموم.. باحثاً عن جزيرة السعداء التي طالما سمعت بها.. وانا اقول في خاطري : اين انتي ياجزيرة السعد لكي احط رحالي عليك.. لكي اشعر بطعم السعادة واتجرع حلاوة الهناء ... وانا مازلت احدث نفسي واقول : ما أن اصل تلك الجزيرة حتى أحرق بنار شوقي قارب احزاني لكي لاابحر مرة اخرى في بحر الهموم...
وتمر لحظات تو اللحظات وانا مبحراً في بحر الهموم .. وعيناي تنظر يمنة ويسرة لعلي ارى جزيرة السعد ..
وفجاءة وانا في قمة اشتياقي للوصل الى مبتغاي... فإذا برياح الاسى تهب ,, واذ بأمطار اللوعة تبداء في التساقط.. حينها ضاقت بي الدنيا وبداء نبض قلبي يزداد.. واضعاً كلتا يدي على راسي واردد قائلاً :
ياويلاتها مبحراً في قارب احزاني.. وفي بحر الهموم.. وقد زاد الطين بلة هبوب رياح الاسى.. وسقوط امطار اللوعة... ارى الاحداث وقد تكالبت عليه... فكيف الخلاص ؟ وكيف النجاة؟..
ومن غير سابق أنذار اذ ببحر الهموم يهيج بقارب احزاني.. ورياح الاسى تعصف بي يميناً ويساراً .. وامطار اللوعة بدئت تغرق قارب احزاني.... فمرت تلك اللحظات الصعيبة وفجاءة اصبحت خارج قاربي بعد ان تحطم بي .. وأوشكت على الغرق وانا انتظر المووت ....
وفي لحظات اليائس وقد استسلمت للموت... واثناء اللحظات التي انتظر فيها الموت اذ بي انظر على مد بصري رأيت ذلك الشي قادماً نحوي يشع منه نور الامل.. وتقترب مني شيئاً فشيئاً .. اذ انا بسفينة الفرح وقد قربت مني .. فااستبشرت بقدومها .. وامتلئت نفسي بهجةً وسرورا ... ورايت في مقدمتها قائد سفينة الفرح .. وانا انظر اليه , حينها كاد قلبي يتوقف من شدة فرحي, لانه كان حبيبي.. فقمت اردد قائلاً: يالاحظي يالا هنائي يالا سعدي اتى حبيبي ينقذني وينتشلني مما انا فيه...
فقام حبيبي من على متن سفينة الفرح برمي حبال العشق .. فتمسكت بها وانتشلني من بحر الهموم بعد ان كدت ان اغرق فيه.. اتى حبيبي ينقذني .. اتى لانه يحبني..
وفي تلك اللحظات اذرفت دمع فرحي.. قد كنت انوي الذهاب الى جزيرة السعد منفرداً, ولكن لا !! الان اصبحت انا وحبيبي وسنذهب معاً ,, شعرت حينها باني اسعد انسان .. سنعبر انا وحبيبي هذا البحر معاً لنحط رحالنا في جزيرة السعد.. وتمر بنا اجمل واروع اللحظات حتى راينا جزيرة السعد وقدنا غمرتنا الفرحة برؤيتنا لها , ونقترب منها وترسوا بنا سفينة البحر على شاطئ تلك الجزيرة...
وأخيرا وصلنا اليك ياجزيرة السعد , وقد كنت ساتيك بمفردي ولكن اتيتك مع حبيبي.. يالا حظي ويالا سعدي ويالا هنائي..
فوقفت انا وحبيبي ننظر الى البحر واضعاً يدي بيده .. مودعين الهموم وبحوره والاحزان وقواربه والاسى ورياحها واللوعة وامطارها.. لاننا اصبحنا بجزيرة السعد مع حبيبي لااقضي معه فيها اروع واجمل لحظات عمري