احتفالاً بمرور 20 سنة على إطلاقها للمرة الأولى في الأسواق الأميركية، قدمت إنفينيتي سيارة إرتقت بها إلى أقصى المعايير لترضي أكثر عشاق السيارات تطلباً في العالم، وذلك خلال مشاركة ماركة الفخامة من نيسان في فعاليات معرض جنيف الدولي، وهي إنفينيتي «إيسينس» أي الجوهر أو الخلاصة.
وتُجسد هذه السيارة الاختبارية قيم إنفينيتي الرئيسة، وتُعتبر بمثابة إلهام للمستقبل بقدر ما هي احتفال بالماضي. كما تستعرض «إيسينس» ملامح تصميمية فارقة ستميز سيارات إنفينيتي في السنوات المقبلة، وتتضمن مجموعة من التقنيات تشمل طاقة دفع مختلطة (بنزين وكهرباء).
< لم تبدأ إيسينس «حياتها» في استديو التصميم، ولكن في دائرة إنفينيتي للتخطيط للمنتجات. كذلك استلزم مفهوم إيسينس معرفة واضحة بالعميل المحتمل لهذه السيارة الذي لا يقبل المساومات ولا يخشى المخاطرة، في الثانية والأربعين من العمر، شغوف بأفضل الأمور في الحياة مع حرصه الشديد على عدم التباهي بها، لا يحتاج إلى إثبات نفسه أمام الآخرين لأنه انتقل إلى مرحلة أسمى من الإنجازات، وتجسد له كلمة إيسينس:Everything I want, nothing I don’t، أو ما معناه «كل ما أرغب فيه، ولا شيء مما لا أرغب فيه».
لا يمكننا اعتبار «إيسينس» سيارة رياضية عنيفة، فنهج إنفينيتي «أدِياكا الديناميكية» يضمن أنه على رغم من تركيزها المطلق على هدفها، تبقى مضيافة ومتكلفة ووليدة وحي من العالمين الإنساني والطبيعي. ولتعزيز جاذبيتها العاطفية، تتضمن تفاصيل تضفي توجهاً عصرياً للغاية ركيزته تقاليد يابانية قديمة جداً.
تتميز «ايسينس» بغطاء محركها الطويل وغطاء صندوق الأمتعة الخلفي القصير. كذلك يحمل تصميم النوافذ الجانبية توجهاً مبتكراً ولافتاً، إذ تبدو النافذة وكأنها ترتكز إلى حافة، بحيث يتناقض خطها الحاد جداً مع السطح المقّعر الواقع أسفله مباشرة.
كذلك يتضمن الجزء الخلفي أسطح معقدة بأجزاء مقعّرة، تنساب إلى أسفل الدعامتين الخلفيتين.ويُعتبر التطعيم حول فتحتي الهواء الجانبيتين أحد أبرز التفاصيل في السيارة، حيث يرتكز هذا التصميم البسيط والمرهف من الألومنيوم، إلى «كانزاشي» Kanzashi، وهو عبارة عن دبوس تعتمده النساء عند ارتداء ثوب الكيمونو. كما استُوحيت غيرها من الخطوط والتفاصيل في السيارة من الخط الياباني اليدوي المكتوب بفرشاة عريضة.
يتميز مقدم «إيسينس» بمدخل هواء شبكي أمامي على شكل قوسين، يُعتبر من سمات إنفينيتي البارزة ويتوسطه شعار إنفينيتي، واعتمدت وضعية لمدخل الهواء ضمن زاوية معينة تُظهر السيارة وكأنها على وشك أن تقفز إلى الأمام. كما تسهم الزوايا الدائرية في إخفاء المسافة بين العجلات الأمامية والمقدمة وتمحو الإحساس بأن هذه السيارة البالغ طولها 4.7 أمتار كبيرة. أما مقابض الأبواب فهي عبارة عن أزرار منزلقة مع الجسم، فيما اختفت المرايا الخارجية لمصلحة كاميرات صغيرة مثبتة على القضبان الأمامية التي تصل بين جسم السيارة وسقفها.وتنساب واجهة الزجاج الأمامية إلى الوراء لتندمج بسقف زجاجي بالكامل، ما يضفي مشهداً جذاباً على السيارة.
تتميز مقصورة «إيسينس» بعملانيتها وتركيزها على الضروريات والمهمات المطلوبة منها. وهي تضفي شعوراً بالسيطرة المطلقة في نفس السائق الجالس خلف المقود. وقُسمت مقصورة الركاب اللامتماثلة إلى فُسحتين بواسطة كونسول مقوّس كبير، يفصل بين مقعدين يلتقيان وسط لوحة القيادة. وطغى على فسحة السائق طابع بلون أسود، في مقابل طابع أحمر أرضي اللون لمرافقه.
ويشير المقود ذو الإطار السفلي المسطح والمؤشرات إلى نسق جهاز توقيت «كرونومتر»، إلى أن «إيسينس» سيارة رياضية جادة في مهمتها. فهي لا تتضمن تجهيزات ومؤثرات تقنية لا طائل منها، بل تركيزاً مطلقاً على القيادة الى جانب طابع تقني للشاشات ومقبض علبة التروس القصير مع جزئه العلوي المصنوع من خليط المعادن، إضافة إلى مفتاح تشغيل المحرك الأحمر اللون الذي يقع إلى جانبه مباشرة.
كذلك يؤمن مصممو إنفينيتي بمفهوم التكنولوجيا الخفية Hidden Tech، الذي يعتبر أن أفضل مقدار من العملية يمكن التوصل إليه هو ذلك المحجوب عن الأنظار. وعبر تجنّب إرباك السائق بمفاتيح تشغيل عدة ومعلومات كثيرة، تؤمن «إيسينس» شعوراً بالارتياح العام للجميع، وتسمح لهم بالتركيز الكامل على الاستمتاع بالقيادة الديناميكية.
صُممت أجهزة الحركة في «إيسينس» لتلبي أقصى متطلبات العملاء، ويمثل نظام المحرك المختلط امتداداً منطقياً لالتزامات الشركة الأم الثورية بحماية البيئة لأنه يوفر القوة مع الفعالية وقيادة منعدمة الانبعاثات، عبر دمج محرك بنزين بمحرك كهرباء يمكنهما العمل باستقلالية الواحد عن الآخر أو سوية كنظام مختلط متوازٍ.
وفي المناطق المدنية المزدحمة، كلّ ما تحتاج إليه «إيسينس» هو محرك كهربائي لتنساب بهدوء مطلق عبر إشارات المرور، من دون أي إنبعاثات. أما في غياب الزحمة، فتستجيب «إيسينس» بأداء لافت على الطرق السريعة، لا تستطيع مجاراته سوى سيارات قليلة
وفي إعداد القوة المساندة Power Assist تطلق السيارة العنان لقدرة 592 حصاناً، عندما يعمل محركا البنزين والكهرباء معاً وينقلان قوتهما إلى العجلات الخلفية فحسب.
وتعتمد «إيسينس» محرك إنفينيتي الشهير V6، سعة 3.7 ليتر، زوّد بشاحني هواء توربو ونظام حقن وقود مباشر رفعا قدرته إلى 434 حصاناً.
كذلك تستعرض «إيسينس» محركاً كهربائياً بنوعية جديدة يُدعى 3D Motor، صمم ليلبي شروطاً صارمة في ما يتعلق بحجمه وقوته. أما النتيجة، فمحرك على شكل قرص رفيع، يولّد ضعف عزم دوران وِحدة تقليدية. وجرى التوصل إلى تصميمه عبر تحليل ثلاثي الأبعاد للحقل المغناطيسي بهدف تحسين ترتيب المِلفّات الكهرومغناطيسية والمغناطيسيات الدائمة
ويتخذ المحرك الكهربائي في «إيسينس» وضعية ما بين محرك البنزين وعلبة التروس، ويولد 158 حصاناً مستمداً طاقته من بطاريات ليثيوم - أيون مدمّجة في صندوق الأمتعة. وبما أن محرك «3 دي موتور» يعمل في صيغتي الدفع وتجديد الطاقة، تبقى حزمة البطاريات مشحونة دائماً.
من جهة أخرى، يضمن قابضان منفصلان أفضل استخدام للطاقة عبر أوسع نطاق من ظروف القيادة، عبر تشغيلهما المحركين وفق الحاجة.
زودت «إيسينس» ببعض أنظمة السلامة المستقبلية مثل «درع الحماية» Safety Shield الذي يقترب أكثر فأكثر من تحقيق حلم مهندسي إنفينيتي بالتوصل إلى سيارة لا تتعرض للاصطدامات.
ويضيف «درع الحماية» تقنيتين جديدتين إلى نظامي مساند التحكّم بالمسافة DCA ومنع مغادرة المسار LDP المتوافرين في طرز إنفينيتي الحالية. ويوسّع نظاما منع الاصطدام الجانبي SCP ومنع الاصطدام عند التراجع BCP نطاق درع منع الاصطدامات ليحيط بالسيارة
ومع نظام منع الاصطدام الجانبي، عندما يقرر السائق تبديل مساره، تُشغّل مجسّات جانبية تحذيراً إذا تمّ استشعار سيارة قادمة في المسار الذي ينوي السائق الانتقال إليه. عندئذ تشغّل آلية انحراف عبر تحكّم بالمكابح على عجلات محددة، للمساعدة على تجنّب اصطدام محتمل. كذلك يعمل نظام منع الاصطدام عند التراجع بطريقة مماثلة، فعندما يستشعر سيارة في الخلف يُعطي السائق تحذيراً وإن لم تتمّ الاستجابة إليه، تشغّل المكابح أوتوماتيكياً.